التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ذكاء الشيطان في استغلال (موضوع الصحابة ) لحرب العقل والإيمان والمعرفة

الشيخ/ حسن فرحان المالكي

عقيدة الإمساك عما شجر بين الصحابة، بدعة سلفية مسلوقة لم ينفذوها هم ولم يلتزموا بها، بينما يطالبون الآخرين بها، ويحشرونها في كل بحث ويعترضون بها على كل فكرة.
وهم لا يتيحون لك قراءة القرآن ولا تدبره ولا نقل معلومة ولا تصحيح فكرة، يطاردونك بالصحابة الصحابة!
وليتهم يقصدون الصالحين منهم، إنما هدفهم المنافقين منهم فقط، دعاة النار فقط، البغاة فقط، مبدلي السنن فقط، لاعني البدريين وذابحيهم فقط، محرفي الدين فقط، هذه عقيدتهم الشيطانية!
ليس هدفهم الدفاع عن الثوار على عثمان من الصحابة

ولا من اتهم من أهل بدر والرضوان بالنفاق وهم صحابة.

ولا رؤوس الخوارج وهم صحابة.

إنما يريدون من اختاره الشيطان وحشره في الصحابة.
فالشيطان له اختيار من الصحابة، اختار منهم من ليس صحابيا لحرب الله ورسوله والسابقين، لحرب القرآن ولحرب العقل، لحرب محمد وآل محمد، لإطفاء كل نور الخ... وليكونوا بديلاً عن الله ورسوله والصالحين من الصحابة وأهل البيت والتابعين.
فالشيطان لم يختر الدفاع عن كل الصحابة، فقد أهمل من حساباته من ليس له تشريع ولا أثر وانتقى من يبتلي بهم الأمة بعناية فائقة وزاحم بهم النبوة.
الشيطان ذكي جدا، واستباح عقول الحمقى وقلوبهم يسرح ويمرح ضاحكا جذلا مسرورا، فأصحابه لهم لغة الإسلام وتطبيق الشيطان ويحسبون أنهم على شيء!
والشيطان لأنه ذكي وصاحب خبرة فقد رتب المسألة صح!

فوضع الأحاديث

وأوحى بتقرير العقائد المضادة للقرآن،

وصنع بأوليائه عامة غوغاء، وتعال تفرج!
هنا لا يمكن أن يترك الشيطان الأمة تتدبر قرآنا لأن هناك: (آثار عن الصحابة والسلف الصالح) تنوب عنك في التدبر!فمن أنت حتى تتعب نفسك وتضل عن السبيل؟!

ولا تستطيع أن ترفع من شأن العقل فيرميك الشيطان بالصحابة! فهم أكثر عقولا وأكثر تدبرا، فمن أنت؟!
وإذا أراد بعضهم الاهتمام بالعلوم الطبيعية والتجريبية، رماك الشيطان بالصحابة! فهذا علم لم يتعلموه، ولو كان خيرا لسبقونا إليه؟!
وإذا أردت أن تعلي من شأن حقوق الإنسان رماك الشيطان بالصحابة! فهم لم يعرفوا مصطلح حقوق الإنسان، وهم قد ضربوا وقتلوا وفعلوا فهم أولى بالاتباع من بيانات الكفار!

وإذا تحدثت عن المشاركة الشعبية من انتخابات ونحوها، رماك الشيطان بالصحابة! فهم قد صبروا على جور السلطان، ولك بهم أسوة!
وإذا أردت أن تقيم علاقات تواصل مع العالم رماك الشيطان بالصحابة بأنهم كانوا يبرؤون من أعداء الله، ولا يخالطونهم ولا يجالسونهم ولا يكلمونهم!
وإذا أردت أن تنظر في الكون وفي آيات الله استجابة للقرآن أتاك الشيطان ورماك بمدفع صحابي وأن الصحابة لم يهتموا بهذا الأمر وهم أعرف منك بالقرآن!
وإذا أردت قراءة التاريخ جاءك الشيطان بالتحذير بأن التاريخ لم يكتبه الصحابة ولم يهتموا به، فليس فيه حلال ولا حرام!
وإذا أردت تشريع قانون قضائي ونظام مرافعات ومحاماة الخ ولأن هذا قد يقلل الظلم، سيأتيك الشيطان بحجة مفادها: أن الصحابة لم يفعلوه! مع توفر الداعي.
وإذا أردت إنشاء مدارس برواتب ومعلمين ولأن العلم خطر على الجهل أتاك الشيطانبأن هذه الأنظمة لم تكن في عهد الصحابة ولم يعملوا بها!
وإذا أردت إهداء الزهور لزوجتك أو مريضك أتاك الشيطان بحجة بأن الريحان كان موجودا في عهد الصحابة ولم يحفظ عن أحد منهم إهداءه في هذه المناسبات!
وهكذا صحابة صحابة صحابة!!

مع أن هذا اللفظ لم يرد في القرآن أصلا ولم يشرعنه الشرع، ولم يعرف الصحابة أنفسهم أنهم بديل عن كتاب الله ولا عن رسوله ولا مصدر تشريع..
وإنما أتى الشيطان بهذا المصطلح الفضفاض الجاهلي ليكثر من مصادر التشريع كخطوة أولى

ويتبعها حصر التشريع في الصحابة فهم أعلم بالقرآن والسنة!

ثم ينقلك من الصحابة أصحاب الإتباع إلى الصحابة الذين خالفوا الإتباع..

أرأيت هذا الذكاء؟!

ثم ينقل التشريع من صلحائهم وسابقيهم إلى متأخريهم بحجة أن السابقين ربما حفظوا ماكان قديما ثم نسخ بينما المتأخرون أولى بالاتباع لأنهم حضروا آخر ما كان عليه الإسلام! أرأيت هذا الذكاء النادر؟

والخلاصة:
أن الدين يتم معرفته من النص

وليس من الصحابة، قلوا أو كثروا..

فكيف إذا علمنا بانحراف الدين اليوم عن دين القرآن، من أين أتى هذا الافتراق؟.. ومن نختار؟ وبأي حجة سنلقى بها الله إذا كان الله قد أمرنا بطاعته وطاعة رسوله فقط؟

احذروا مباني الشيطان فهو يقربها من مباني الله لتختفي في ظلها..

فانتبهوا.. واتخذوا الشيطان عدواً كما أمركم ربكم..، واتخاذه عدواً ليس بالاستعاذة واللعنة، وإنما بفهمه أولاً ثم معرفة أساليبه ومحاصرته .. وهذا معنى ( فاتخذوه عدواً).

عندما يعادي أحدكم شخصاً هل يكتفي بلعنته؟؟ أم يجمع عنه الأخبار ليعرفه أولاً؟؟

عندما تعادي دولةٌ دولة أخرى هل تكتفي بذمها في الإعلام؟ أم تشغل لها أجهزة استخبارات وتجسس والخ.

فالشيطان أقوى وأمكر من كل دول العالم فهل تكتفي منه بالاستعاذة فقط؟؟

هل تعرف من الذي علمك بأن هذا يكفي؟؟

إنه الشيطان نفسه.. ووضع في ذلك أحاديث ومواعظ وفتاوى..

وشياطين الإنس والجن ( يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً)..

وفعلاً .. أوحى لنا الشيطان بأنه مسكين ..

وأن الاستعاذة وحدها تجعله يهرب وله ضراط..

أرأيتم هذه السخافات التي ينسبها الشيطان للنبي صلوات الله عليه؟؟

هل تعرفون هؤلاء الرواة وركونهم إلى الظالمين؟؟

ألم يقل لكم الله ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)؟؟

أليس الركون إلى الذين ظلموا جرحاً بالمعنى القرآني ( لأنهم تحت وعيد النار)!

فلماذا نأخذ ديننا من هؤلاء، وكتاب الله بيننا؟؟

إنه الشيطان القائد العام للضلال في هذا العالم.

هو الذي طبخ لنا هذا الدين الذي نحن عليه..

دين سطحي بسيط يكره المعرفة ويهجر القرآن ويحب الظالمين..

الموضوع على الرابط التالي:
http://almaliky.org/news.php?action=view&id=74&spell=0&highlight=%C7%E1%D4%ED%D8%C7%E4
لتنزيل المقالة بصيغة PDF :
http://almaliky.org/pdf.php?id=74

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مؤلفات عبدالرزاق الجبران ( PDF )

عبد الرازق الجبران مؤسس مجلة الوعي المعاصر في مهجره دمشق بعد ظهور كتابه الأهم جمهورية النبي/عودة وجودية ظهرت معه خطى تمردية مفاجئة، وتمرده التام على الكهنوت الديني والنسق التنويري البارد، باتجاه مغاير تماما لكل وجهات الإصلاح الديني باعتماده الحل الوجودي للدين في منهجه المعرفي..وبقناعة ان التزوير لاح كل التراث بيد الكاهن....تغير معه الفقه إلى احكام مغايرة تماما لما هو مألوف.

خرافة عذاب القبر

بقلم : ياسين ديناربوس كنت فيما مضى كلما أطلقت العنان لخيالي متصورا الاحداث المسرحية لخرافة عذاب القبر التي يسردها شيوخ الكهنوت، أتوقف عند بعض الاسئلة: لماذا يطلقون على ذلك الثعبان الخرافي وصف الثعبان الاقرع؟  هل هناك ثعبان أقرع وآخر أجلع وثالث كثيف الشعر؟  إن كل الثعابين لا توجد شعرة واحدة على رؤوسها!

هل كل ما في الصحيحين صحيح؟

بقلم: حسين العزاني السؤال هل كل ما في الصحيحين صحيح؟ الجواب: ليس كل ما في الصحيحين صحيح أولا / قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء. فالله تعالى حكم أنه لا يوجد كتاب لا اختلاف فيه إلا كتابه (القرآن الكريم) فهل يجرؤ أحد ويقول يا رب بلى هناك كتاب لا اختلاف فيه !! حاشا وكلا ثانيا / البخاري رحمه الله لم يقل إن كل ما في كتابه صحيح بالمطلق بل قال إن كل ما في كتابه صحيح على شرطه. ولذلك انتقى صحيحه وعدد أحاديثه ستة ألف حديث بالمكرر (6000) تقريبا انتقاها من ست مائة ألف حديث (600000) كما ذكر ذلك ابن حجر في هدي الساري فهل نقول إن البخاري رد السنة لأنه رد أكثر من خمس مائة ألف حديث (500000) ؟!! ولو عاش البخاري أكثر لأدخل في صحيحة أحاديث وأخرج أخرى فما قام به جهد بشري لا يخلو من خطأ. ثالثا / شرط البخاري: اللقيا أي أن يثبت لقاء كل راوي لشيخه. المعاصرة أي أن يعاصر كل راوي شيخه بمعنى يكونا في جيل واحد. وشرط مسلم بن الحجاج رحمه الله صا