بقلم: حسين العزاني
السؤال هل كل ما في الصحيحين صحيح؟
الجواب: ليس كل ما في الصحيحين صحيح
أولا / قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء.
فالله تعالى حكم أنه لا يوجد كتاب لا اختلاف فيه إلا كتابه (القرآن الكريم) فهل يجرؤ أحد ويقول يا رب بلى هناك كتاب لا اختلاف فيه !!
حاشا وكلا
ثانيا / البخاري رحمه الله لم يقل إن كل ما في كتابه صحيح بالمطلق بل قال إن كل ما في كتابه صحيح على شرطه.
ولذلك انتقى صحيحه وعدد أحاديثه ستة ألف حديث بالمكرر (6000) تقريبا انتقاها من ست مائة ألف حديث (600000) كما ذكر ذلك ابن حجر في هدي الساري
فهل نقول إن البخاري رد السنة لأنه رد أكثر من خمس مائة ألف حديث (500000) ؟!!
ولو عاش البخاري أكثر لأدخل في صحيحة أحاديث وأخرج أخرى فما قام به جهد بشري لا يخلو من خطأ.
ثالثا / شرط البخاري:
- اللقيا أي أن يثبت لقاء كل راوي لشيخه.
- المعاصرة أي أن يعاصر كل راوي شيخه بمعنى يكونا في جيل واحد.
وشرط مسلم بن الحجاج رحمه الله صاحب كتاب صحيح مسلم هو فقط المعاصرة ولم يشترط اللقيا ولكن بشرط ألا يثبت عدم اللقيا بين الراوي وشيخه ولذلك هناك كثير من الأحاديث رواها مسلم ولم يروها البخاري لأنها لم تستوفي شرطه.
رابعا/ هناك كثير من رجال مسلم وعددهم بالعشرات لم يوثقهم البخاري ولذلك لم يرو رواياتهم
وبالمقابل هناك كثير من رجال البخاري وعددهم أقل لم يوثقهم مسلم ولذلك لم يرو لهم
فأول من رد أحاديث في البخاري هو تلميذه مسلم.
وكذلك البخاري رد بعض أحاديث مسلم لأنه لم يقبل بعض رواتها بمعنى لم يخرجها في كتابه فالبخاري مات قبل مسلم.
فلا نكون كما يقال (ملكيين أكثر من الملك).
خامسا / هناك من أهل العلم على مدار التاريخ من انتقد أحاديث في الصحيحين ومنهم الدار قطني وابن حزم وابن القيم وابن تيمية والألباني وبن عثيمين وغيرهم كثير.
سادسا / من الخطأ أن يقال أصح كتاب بعد كتاب الله صحيح البخاري فلا يوجد مقارنه بين قول الخالق وقول المخلوق، والفرق بين قول الخالق وقول المخلوق كالفرق بين الخالق والمخلوق.
ولكن نقول أصح كتب الأحاديث كتاب البخاري لشروطه القوية عن غيره.
ورحم الله البخاري ومسلم فهما بشر يصيبان ويخطئان والمعيار عندي ولا ألزم غيري
المعيار عرض كل حديث على كتاب الله فما وافق كتاب الله قبلناه وما خالفه رددناه وجزمنا أن رسول الله لم يقله.
وليس في ردنا له تكذيبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاشا وكلا.
يمكنكم زيارة صفحة حسين العزاني على الفيس بوك .
او يمكنكم تنزيل المقال بصيغة PDF :
تنزيل المقال يصيغة PDF
تعليقات
إرسال تعليق