التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحداثيون الجدد


عبد الملك العجري/2008م

ليس اليقين الفكري والحسم الذهني وادعاء امتلاك الحقيقة من السمات الملازمة للأصوليات الدينية المتطرفة والتي غالبا ما تدفعها إلى نعت مخالفيها بالجهل والكفر، فالنرجسية الزائدة واللغة الوثوقية لدى بعض الكتاب اليمنيين الما تحت حداثيين (اخذا مما تحت الحداثة المصطلح الذي يستخدمه د/غليون للتعبير عن ازمة الحداثة في خصوصيتها العربية ) والتي تدفعهم الى نعت خصومهم التقليديين بالتخلف والرجعية والظلامية لا تقل شانا ولا خطرا، فكما يكون نعت الخصم بالكفر مقدمة لتصفيته جسديا او معنويا كذلك يكون اطلاق صفة الرجعية والأصولية والقر وسطية مقدمات للتصفية السياسة والجسدية في احيان كثيرة، وسواء تمت عملية التصفية بسيف الاصولية، او بالة القتل الاكثر تطورا للحداثة لا فرق لدى الضحية بين ان يكون ضحية للعنف الديني او للعنف السياسي فهو في النهاية حقه في الحياة قد تمت استباحته في كلا الحالتين، تعددت الاسباب والنتيجة واحدة .
ومع ان فكرة الحداثة في الفضاء العربي- وحتي عالميا- في وضع لا تحسد عليه فان حديث هذا النفر المبشر بالحداثة والمفاهيم المرتبطة بها كالعقلانية (العقل ليس من انتاج الحداثة) والتنوير والليبرالية والفردانية حديث صاخب و مندفع ومنتش ومتعالي بشكل لافت يعود بنا الى النصف الثاني من القرن التاسع عشر اللحظة التي اكتشف فيها العالم الاسلامي الغرب واصطدم بحضارته وانبهر بحداثته والأشواط التي قطعها على الصعيد العلمي والتقني ،حينها كان للمؤثرات الحضارية للغرب تأثير سحري لا يقاوم، وجاذبية وهالة تغري لا البرجوازيات والنخب العربية فحسب فالإعجاب بالمنجز الحضاري للغرب لم يكن يستطيع اخفاءه اكثر الإحيائيين راديكالية .

في ذلك الحين كانت الحداثة حلم يراود الانسان العربي ويتطلع اليه وكان صوت الحداثة صاخبا ومندفعا وفي اوج عنفوانه ،وتتكلم بمليء فيها، يساعدها على ذلك الانقلاب الكوني الذي احدثته الحضارة الغربية والهزة التي تعرض لها على اثرها الوعي الايديولوجي العالمي داخل أوروبا وخارجها وفي هذا المناخ العام ربما نستطيع ان نتفهم قول احد كبار دعاة الحداثة في مصر متنبأ بمستقبل العلاقة بين الديني والعلمي “اني اتوقع وعسى ان يكون ذلك قريبا ان الخطوة التي خطوناها ....سوف تقودنا سعيا الى ميدان تتصادم فيه الاسلوبان (الغيبي والعلمي) تصادما يثير في جو الفكر عجاجة ينكشف غبارها عن الاسلوب الغيبي “

لكن في لحظتنا الراهنة الحداثة هي بالنسبة للإنسان العربي خبرة مؤلمة وتجربة فاشلة. و الخطاب الحداثوي العربي عموما يعيش حالة مراجعة ونقد لذاته وفحص للكثير من يقينياته منذ نهايات القرن الماضي بعد التدهور الذي شهده والتراجع المستمر له في مقابل التنامي المتزايد للخطاب الديني، وقد نبه المفكر العربي عبد الله العروي الى “ان الحداثة التي تبنتها الانتلجنسيا العربية لم تكن تطابق حاجات الواقع او لم تكن موضوعية” وهناك شبه إجماع بين المفكرين العرب على ان القطيعة المعرفية مع الماضي التي دشن بها الغرب نهضته الحديثة لا يمكن اعادة تكرارها في الشرق العربي والإسلامي، ليس هذا فحسب بل ان انفراجا كبيرا في العلاقات قد حدث بين التيارين وانفتاحا على الآخر وتقارب بين الطرفين لا سيما بعد الثورة الإيرانية يقول الأمين العام للمؤتمر القومي العربي/ معن بشور ان التطورات والإحداث والتقارب في الرؤى أدت “إلى تقارب موضوعي بين كل التيارات الحية في الأمة ولا سيما التيار القومي العربي والتيار الإسلامي”.

وهذا يعني ان الخطاب المنتشي للمبشرين الجدد خطاب خارج زمانه وفي غير محله ، لا يزالون واقعين في قبضة وتحت اسر أوهامهم الإيديولوجية والأحلام الطوباوية و لا يريدون الاعتراف بهذه الحقائق ويحاولون التهرب من رؤية حقيقة الأحداث والتطورات الحاصلة ،ومما يزيد الطين بله إنهم يضعون كل الخطاب الديني الاسلامي في سلة واحدة اليمين واليسار المعتدل والمتطرف ،ويطلقون مصطلح الاصولية الدينية على الخطاب الإسلامي بكل أطيافه على عواهنه من دون اي تحرزات، مع ان مصطلحات كمصطلح الاصولية بما يحمله من دلالات سياسية ودينية واجتماعية لا يقدم توصيفا دقيقا لواقع هذا الخطاب المتعدد والمتنوع الى حد التناقض فالأصولية مصطلح غربي مرتبط بالأصولية الإنجيلية والاصولية اليهودية ويحمل معاني سلبية كالعنف والارهاب والتطرف ما جعل المستشرق (جاك بيرك) يرفض اطلاق الاصولية على الظاهرة الاسلامية او على كل من ينادون بالإسلام فلسفة عامة للحياة واقترح بديلا لها الاسلامية او ( الإسلاموية) مع انه بدوره خضع للتوظيف السياسي من قبل اطراف لها مصالحها المعروفة.

وعلى خلاف ما يظن هؤلاء برفعهم يافطات “الليبرالية هي الحل” لا يقدمون جديدا فالليبرالية والحداثة والتنوير مفاهيم مستنفذة وبالية وعلى اقل تقدير تحتاج الى إعادة صياغة وفقا لشروطنا وتطورنا الذاتي وهو المشروع الذي لم يتم انجازه حتى الان ولا اظن ان هؤلاء يدعون قدرتهم على انجاز هكذا مشروع ومع ذلك يتحدثون كما لوان بين ايديهم مشروعا ناجزا وبالعكس مما يدعيه هؤلاء من ان القوى الأصولية تتحمل مسؤولية إعاقة عملية التحديث، الحداثة المنقولة هي التي افرزت الاصولية والحركات الجهادية المتطرفة وأعاقت تجديد الفكر الديني باعتراف اغلب المفكرين العرب المعاصرين مثل برهان غليون ومحمد اركون وهشام جعيط والعروي ... الخ

لأنه كما هو معروف انه على إثر الصدمة العنيفة للحداثة الغربية تولد خطاب الاصلاحية الاسلامي بقادة جمال الدين الافغاني ومحمد عبده وخيرالدين التونسي والكواكبي. وكان المشروع الإصلاحي لهم يهدف الي الانفتاح على الحداث الغربية بعد تخليصها من عجمتها ضمن وعاء اسلامي بعد تحريره من الجمود والتقليد، وفي هذه المرحلة لم يكن هناك اي تعارض يذكر بين الحداثة والاسلام وربما لو توفرت شروط معينة كان من الممكن ان تكلل جهود التنوير الاسلامي بالنجاح وان يتم التعاطي مع قيم الحداثة بإيجابية واستيعابها ضمن بنية الثقافة الإسلامية من دون ان تفقد هويتها، كما استطاعت ان تنجز هذه المهمة في العصر العباسي مع الثقافة اليونانية والفارسية.

لكن الذي حدث انه بدلا من تطوير جهود الإصلاحية الإسلامية التحديثية ظهر في الفترة ما بين الحربين العالميتين حركة تحديث علمانية ليبرالية مستغربة لطفي السيد، طه حسين، قاسم امين، اسماعيل مظهر. انشقت على مدرسة محمد عبده الاصلاحية وتحولت الى النقيض مستسلمة لقوة المؤثرات والإصلاحات الغربية التي كان يمثلها اللورد كرومر، بتأثير من العلمانية العربية الخالصة او الشاملة اعني الانتلجنسيا المسيحية (شميل، انطون، صروف، سلامة موسى) وكانت المواقف المستغربة و المتطرفة لهؤلاء تستفز الطرف الاخر من مدرسة محمد عبده (تيار رشيد رضا) وتدفعه الى الممانعة الشاملة (انظر الانصاري في تحولات السياسة والفكر في المشرق العربي) وهكذا تولد عن مدرسة عبده تيارين متصارعين تيار سلفي اصولي وآخر ليبرالي مستغرب، كلا التيارين كان يعاني من داء الاغتراب الزماني بالنسبة للأول او المكاني لدى الثاني، وكلا التيارين يعاني استلابا في الوعي فلا يستطيع التفكير الا في سياقات ومنظومات فكرية جاهزة وبالاعتماد على ما قرره السلف سواء اكان هذا السلف احمد بن حنبل ام ديكارت، ابن تيمية او هيجل” فكما ان السلفي يلجا الى حشد مجموعة من اقوال واجتهادات السلف لإسناد كلامه وعضد حجته، يعمد الليبرالي الى تطعيم كلامه بأسماء مثل فولتير وماكس فيبر واسبنوزا ومل وكونت لإظهار نوع من التكايس والكفاءة الفكرية من ناحية والاستفادة من الهالة التي لهذه الاسماء، يشير المفكر الليبرالي المصري لويس عوض الى انه هو و أبناء جيله كانوا اذا رأوا “قصورا في الحياة المصرية يستشيطون غضبا ويبحثون عن الحلول في التاريخ الأوربي منذ عصر الثورة الفرنسية".

ونفس المؤاخذات والانتقادات التي يوجهها الليبرالي للسلفي يوجهها السلفي لليبرالي، فالليبرالي يتهم السلفي (بالمعنى العام) بالعجز عن فهم و إدراك الواقع والسلفي يرى ان الليبرالي يزيد من تعقيد الواقع وتظليله بأكثر مما هو عليه باستنساخه لأيديولوجيات وافكار ومفاهيم هي انعكاس للتجربة الاوربية وليس للحقيقة في مطلقها ويقوم بأسقاطها على الواقع العربي ولأنها حلول جاءت استجابة لواقع اخر يضطر الى تزييف الواقع وقسره ليستجيب لأيديولوجيته، ، واذا تحدث الليبرالي عن الجرائم والحروب التي ترتكب باسم الدين تحدث الاصولي واطنب عن فضائع الحروب الكونية في العصر الحديث تحت راية( فاوست) لا راية المسيح والجرائم التي ارتكبها أوروبا الحديثة بعد ان حولت الحداثة الى مشروع كوني وتلمود مقدس حاولت تصديره الى العالم ،وإذا اتهم الليبرالي الإسلاميين بالانتقاص من حق المواطنة والحقوق المدنية للأقليات الدينية رد الاسلامي بموقف الاصولية العلمانية في فرنسا من مسالة الحجاب والذي بالنهاية يعني رفض التنوع الديني، وغير خافِ ما يثيره التواجد الكبير للجاليات الاسلامية في الغرب من قلق، والتغيير الديمغرافي الذي يمكن ان يحدثه في المستقبل اصبح الهاجس الذي يقض مضاجعهم، فهذا كاتب أمريكي يدعو صراحة الى ضرورة تشجيع المسلمين في امريكا على المغادرة لانهم على حد زعمه طابورا خامسا، واذا أراد الليبرالي اتهام السلفي بتسيس الدين ردا لسلفي باتهام الليبرالي بتديين السياسة... الخ.

اعتقد انه بات من المعروف والمكرور ان قوانين تطور المجتمعات الإنسانية ليس لها نفس الثبات والحتمية التي تتمتع بها القوانين الطبيعية، وان المجتمعات الغربية ليست مجتمعات تجريدية كليانية، ولا معملا للتجريب الكوني يقوم المراقب بملاحظة كيفية تفاعل مكوناته ومن ثم يصدر أحكاما عامه وقوانين حتمية. فالظاهرة الإنسانية والاجتماعية من التعقيد بحيث من الصعب القول بان عوامل معينة هي المسئولة عن الظاهرة الفلانية في اي زمان وفي اي مكان، و المتغيرات والعوامل المتحكمة في الظواهر الانسانية والاجتماعية متعددة الى ابعد الحدود وغير قابلة للتعميم الا في حدود زمانية ومكانية بحسب طبيعة الظاهرة، بل ان العامل الاجتماعي قد يلعب أدوارا متناقضة فما هو حل في مكان معين قد يكون مشكلة في مكان اخر، ومتغير معين قد يكون عامل بنا في واقع وعامل هدم في واقع اخر، والمتغير الواحد يأخذ اكثر من شكل على سبيل المثال العلمانية - على الرغم من الصعوبة في تحديدها فنحن بإزاء علمانيات لا علمانية واحدة - جاءت للحد من سلطة الاكليروس وسلطة الكنيسة في مجتمع كانت الكنيسة تمثل سلطة دينية توازي السلطة الزمنية للإمبراطور وتتنافس معها وتدخل معها في صراع لتقاسم النفوذ والاختصاصات ،واصبحت من كبار الملاك للأراضي التي تديرها بطريقة اقطاعية وكان سلوكها لا يختلف عن سلوك ملوك وامراء الاقطاع في أوروبا لكن في العالم الاسلامي الامر مختلف كليا ليس لأنه لا مشكلة لنا مع رجال الدين لكن مشكلتنا معهم تختلف عنها مع الاكليروس فرجال الدين على امتداد التاريخ الاسلامي لم يكونوا سلطة بل جهة تابعة للسلطان يقول ابن خلدون “فكل من السيف والقلم اله لصاحب الدولة يستعين بها على امره“ اي انهم كانوا باستثناء حالات نادرة مجرد موظفين لدي صاحب الدولة او جنود(عسكر) او (الة )كما يقول ابن خلدون مهمتهم تبرير سلوك الدولة وصاحب الدولة، وكانوا بذلك يسيئون للدين اساءة بالغة بالضبط كما كان يفعل الاكليروس المسيحي لكن طريقة الاساءة مختلفة وبالتالي الحل لا بد وان يكون مختلفا حتما، ايضا بالنسبة للعلاقة بين الدين والتخلف، أوروبا مشكلتها مع الدين نفسه بينما نحن مشكلتنا مع الجمود والتقليد في الفكر الديني اي ان هناك فرق بين طبيعة الدينين فالدين المسيحي بالشكل الذي انتهى اليه بطبيعته مقاوم للإصلاح والتجديد بعكس الحال مع الاسلام فهو يستجيب للإصلاح والتجديد ولا يضاد التطور ولذلك الاصلاح الديني بالنسبة للدين المسيحي ان لم يكن بالتضحية به اقصى ما يمكن عمله الحد من سلطته بعزله جغرافيا في الفاتيكان واجتماعيا داخل حيطان الكنيسة ، لكن الاصلاح بالنسبة للإسلام لا يعني انه يجب ان يتطور بتطور وسائل الانتاج او ان يتبدل بتبدل النظام الاقتصادي” فالدين - كما يقول العقاد - الذي يضطر المؤمن لتغييره مع كل نظام اقتصادي يطرأ على المجتمع او على العالم كله انما هو زي من الازياء وليس بالدعامة الروحية التي تكفل للإنسان فضيلة الثبات امام الطوارئ“ لا يعني العزل او التحييد او ان يقبل بدور الكنيسة في الغرب الحديث على الاقل هذا ما ترفضه شعوب العالم العربي والاسلامي فالأحداث اثبتت ان الاسلام هو القوة الفاعلة والمحركة في عموم المجتمعات الاسلامية وان الجماهير العربية والإسلامية متمسكة بدينها الى اخر رمق ولا تقبل بأي مقايضة حتى لو كان الثمن هو ان تضحي بالحداثة والنهضة والتقدمية والقومية وغيرها من البضائع المستوردة التي عرضت على إنسان هذه الشعوب لكنه بدا زاهدا فيها.

والمنطقة الإسلامية كما يؤكد المراقبون تكاد تكون الاستثناء الوحيد في العالم التي فشلت فيها العلمنة فشلا ذريعا والممانعة التي أبداها انسان هذه الشعوب للعلمانية ملفتة للنظر فبعد زلزال الثورة الاسلامية في ايران، هذه تركيا اتاتورك التي خضعت لعملية تغريب جذرية ومحاولات دؤوبة لطمس هويتها الدينية تعود بقوة الى هويتها الاسلامية رغم انف اتاتورك والعسكر، وكذلك الحال مع ماليزيا وباكستان، وفي المنطقة العربية هناك عودة للإسلاميين بزخم غير مسبوق حتى ان الادارة الامريكية ودول الغرب بعد جملة من الاحداث فكرت -ولايزال خيارا مطروحا- بالتحاور مع الاسلاميين على اساس ان هذه القوى قوى فاعلة او هي القوى الفاعلة في الشرق، طبعا لا يعني هذا ان كل اشكال العودة التي تشهدها منطقتنا ايجابية او يمكن الموافقة عليها وانما يعني ان هذا يدل على ان الدين يقع في قلب المجتمع وليس في هامشه، وان هذا هو الخيار الذي اختارته الجماهير لنفسها شئنا ذلك ام ابينا، ولذلك اي عملية تحديث في المجال الاسلامي لكي يتحقق لها ابسط شروط النجاح لابد ان تتكامل فيها مجموعة عناصر هي الدين وموقعه من المجتمع، الانسان شخصيته وخيارته، الواقع امكانياته ومتطلباته.

المشكلة ان العقل العربي واقع تحت تأثير مركزية الغرب التي بقدر ما هي عقيدة غربية هي عقدة عربية، ينطبق علينا تماما ما اشار اليه ابن خلدون في مقدمته من” ان المغلوب مولع ابدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده” صحيح ان الاندفاعة التي رافقت صدمة الحداثة قد تراجعت لكن المفكر العربي لم يستطع كسر اسطورة الغرب والتحرر من سلطته المرجعية فهو في تفكيره يتخذ من الغرب معيارا للحقيقة يلحظ ما يقوله الغرب وما يوافق عليه وما لا يوافق عليه ما هو صواب في رأيه وما هو خطا وهذه المقدمات غالبا ما تستبد بنتائجه فبقدر ما يراها قريبة من التفكير الغربي ومنسجمة معه يراها صحيحة يذكر المفكر الايراني/ على شريعتي موقفا طريفا يقول ان بعض المثقفين الإيرانيين من المستغربين كانوا يفرشون مكاتبهم بالموكيت ويتركون السجاد الايراني مع انه آية في الذوق والجمال ليس لشيء الا لان الغربيين يفرشون مكاتبهم بالموكيت. وهنا شكل آخر لعقدة التفوق الغربي تنزع الى الممانعة الشاملة وترى كل ما هو غربي على انه شر مطلق مع اننا مضطرون للاستفادة منه ليس بحكم تفوقه العلمي فقط وانما بحكم اننا لا نعيش في جزيرة معزولة ولان لديه أشياء ايجابية كثيرة هي للأسف ما لم نحاول ان نستفيد منه، اقصد انه ليكون تفكيرنا مضبوطا لا يشترط أن يحظى بمباركة الغرب ولكي يكون مشروعا لا يشترط ان يكون مخالفا لما لدى الغرب.

لتحميل المقالة بصيغة PDF:

تحميل المقالة بصيغة PDF .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مؤلفات عبدالرزاق الجبران ( PDF )

عبد الرازق الجبران مؤسس مجلة الوعي المعاصر في مهجره دمشق بعد ظهور كتابه الأهم جمهورية النبي/عودة وجودية ظهرت معه خطى تمردية مفاجئة، وتمرده التام على الكهنوت الديني والنسق التنويري البارد، باتجاه مغاير تماما لكل وجهات الإصلاح الديني باعتماده الحل الوجودي للدين في منهجه المعرفي..وبقناعة ان التزوير لاح كل التراث بيد الكاهن....تغير معه الفقه إلى احكام مغايرة تماما لما هو مألوف.

خرافة عذاب القبر

بقلم : ياسين ديناربوس كنت فيما مضى كلما أطلقت العنان لخيالي متصورا الاحداث المسرحية لخرافة عذاب القبر التي يسردها شيوخ الكهنوت، أتوقف عند بعض الاسئلة: لماذا يطلقون على ذلك الثعبان الخرافي وصف الثعبان الاقرع؟  هل هناك ثعبان أقرع وآخر أجلع وثالث كثيف الشعر؟  إن كل الثعابين لا توجد شعرة واحدة على رؤوسها!

هل كل ما في الصحيحين صحيح؟

بقلم: حسين العزاني السؤال هل كل ما في الصحيحين صحيح؟ الجواب: ليس كل ما في الصحيحين صحيح أولا / قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء. فالله تعالى حكم أنه لا يوجد كتاب لا اختلاف فيه إلا كتابه (القرآن الكريم) فهل يجرؤ أحد ويقول يا رب بلى هناك كتاب لا اختلاف فيه !! حاشا وكلا ثانيا / البخاري رحمه الله لم يقل إن كل ما في كتابه صحيح بالمطلق بل قال إن كل ما في كتابه صحيح على شرطه. ولذلك انتقى صحيحه وعدد أحاديثه ستة ألف حديث بالمكرر (6000) تقريبا انتقاها من ست مائة ألف حديث (600000) كما ذكر ذلك ابن حجر في هدي الساري فهل نقول إن البخاري رد السنة لأنه رد أكثر من خمس مائة ألف حديث (500000) ؟!! ولو عاش البخاري أكثر لأدخل في صحيحة أحاديث وأخرج أخرى فما قام به جهد بشري لا يخلو من خطأ. ثالثا / شرط البخاري: اللقيا أي أن يثبت لقاء كل راوي لشيخه. المعاصرة أي أن يعاصر كل راوي شيخه بمعنى يكونا في جيل واحد. وشرط مسلم بن الحجاج رحمه الله صا